المها العربي في سلطنة عُمان

" المها العربي في سلطنة عُمان "



المها هو جنس من الظباء الصحراوية التي تقطن شبه الجزيرة العربية وأجزاء مختلفة من قارة أفريقيا، بيضاء اللون وذات جسد متناسق وعينين كبيرتين جميلتين طالما تغزل الشعراء بجمالها.



استوطن حيوان "المها العربية " براري وسهول السلطنة منذ قدم التاريخ لما وجده في هذه الاماكن من بيئة رعوية وحياه فطرية تتلاءم مع حياته المعيشية وملاذا آمنا للتكاثر.
 وفي الفترة ما قبل السبعينيات عمدت فئة من الناس بالذهاب الى البراري موطن (المها العربية) و اصطيادها دون رادع او شفقة بالحياة الفطرية لعدم وجود قوانين صارمة تمنع اصطيادها في ذلك الوقت مما أدى في بداية السبعينيات إلى انقرض حيوان (المها العربية) من براري السلطنة وسهولها.



 محمية المها العربي

تقع محمية المها العربي بين الصحراء الوسطى والجبال الساحلية وهي مناطق جغرافية حيوية في سلطنة عمان
.



لقد تم إنشاء محمية المها العربية في عام 1994 لحماية المها وللمحافظة على الموئل والحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض في الصحراء، حيث تغطى المحمية مساحة 27500 كيلومتر مربع تقريبا وتقع في منتصف المسافة بينمسقط
 وصلالة، وتحتوى المحمية على نماذج متعددة من أشكال الحياة الجيولوجية والمناظر الطبيعية ذات القيمة العلمية والجمالية الفريدة ، وتعتبر المحمية أول موقع بالمنطقة يتم الاعتراف به من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وادراجه ضمن قائمة مواقع التراث الطبيعي العالمي. 




غِذاء المَها العربيّ :

 يعيش المها العربيّ في مناطق جافّة، وأمطارها غير مُنتظمة، وقد حباه الله بالقدرة على الكشف عن أماكن هطول الأمطار من مسافات كبيرة؛ لذلك يتحرّك باستمرار ضمن مجموعات للبحث عن الماء والنّباتات الطّازجة، حيث يتغذّى المها على الأعشاب، والنباتات الأخرى، ويحفر الأرض للوصول إلى درنات، وبصيلات، وجذور النّباتات التي تُغذّيه وتُزوِّده بالرّطوبة التي يحتاجها. يعتمد حجم جماعات المها العربيّ على مدى توفّر العشب، والنّباتات الطّازجة، وقد تصل إلى 1000 فردٍ في المواسم الجيّدة. يقضي المها العربيّ فترات الصّباح الباكر وبداية المساء في الرّعي، وعند اشتداد الحرارة يلجأ إلى الأماكن الظّليلة؛ لاجترار طعامه، وإعادة مضغه وهضمه، ويمكن للمها العربيّ عيش فترةٍ طويلةٍ دون أن يشرب الماء، ويستعيض عنه بلعق النّدى الذي يتجمّع على شعره، أو على الصّخور.



المَها في الشِّعر العربيّ :

 تُعدّ قصيدة الرصافيّة للشّاعر علي بن الجهم من أشهر القصائد التي ورد فيها ذكر المها، وفيها يُشبّه الشّاعر عينَيْ محبوبته بعيون المها؛ لجمالها، ومنها قوله:

عُيونُ المَها بينَ الرُّصافـةِ والجِسـرِ..
 جلَبْنَ الهَوى مِن حيثُ أَدْري ولا أَدْري..


تعليقات